Sunday, January 4, 2015

فك الدّفة وأدّها غيرك

فك الدّفة وأدّها غيرك
تتميز المفردة الشايقية بميزة لا تجدها في كثير من مفردات العامية السودانية ولها صوت جميل وأكثر ما يميزها الإمالة في آخر بعض الكلمات (الكَسرة او الكَسري بلسان الشايقية) ، كما تتميز بإختصار أو إخفاء الحرف الخير في بعض المفردات وهذا الإختصار ليس غريباً على لغتنا العربية ففي بعض جهات  تهامة عسير  مثلاً يقطعون لفظ بعض الكلمات قبل تمامها  ، وعرف اللغويين هذه القُطْعَة بانها " قطع اللفظ قبل تمامه" ويقال ان قطع الكلام نوع من ترخيم اللفظ وينسب إلى قبيلة طيء .
اردت بهذه المقدمة أن أطوف بكم مع كلمات اغنية (الرواسي) الذي كتبها شاعر الشايقية حاتم حسن الدابي وغناها جعفر السقيد وهي من الأغاني التي تم حجبها من الأسواق من قبل المصنفات الأدبية لأنها سياسية تنتقد النظام الذي كان وما يزال قائما منذ ربع قرن .
جزء من النص:

ضاقوا المر والحال استعصى الشغال واللاحق الحصة

الواصال للرحم اتقصّ والهاداي مو لاقي الفرصة
الرساي سافر ما وصى خل مُحمد وأحمد و حفصة
الأطفال العرفو القِصّة سدت جوّ حلوقهم غُصّة
من الجوع الدم اتمصّ واصبح كل الحلم رغيفة

كل الراكب شاف أحلامو دون احساس ماتت قدامو
فنّ كتابو وكسر أقلامو للوالدين لا جال مالامو
ناس الحلة القعدوا وقاموا أصرّ وألحّ يمشي كلامو
 هزموه اخوانه البي الجوع ناموا وكم خريج مالاقي وظيفة

     عندما كُتبت هذه القصيدة لم تكن أحوال السودان بهذا السوء الذي وصلت اليه الآن وهذا الإنهيار الإقتصادي المريع الذي دمر الجنيه القديم (سيد الإسم) الذى سموه ألآن بالقرش وصارت الألف جنيه جنيهاً واحداً وما زال العد مستمراً لبقاء النظام وانكماش الجنيه .
السوداني الآن (ضاق) المر وضاقت به بلاده الواسعة وضاق ذرعاً ب(الرواسي) الذي عجز أن يوصل السفينة إلى بر آمن ولا ينوي ان يترك الدفة لغيره ، والأدهي وأمر أن (الرواسي) يأمل أن يظل هو( (الرواسي)  بعد أن خرقت السفينة من أعلاها ونسأل الله الاَ يخرق أسفلها فيضيع كل من فيها وحينها سيسجل التاريخ إسم السفينة التى غرقت بمن فيها وتكون هذه نهاية السفينة ولن يبقى رئيس ولا مروؤس .

ولكن   إن سلَم (الرواسي) الدفة حينها يمكن أن ينجو الرئيس والمروؤس والسفينة التي سنحتفل بعيدها الستين هذا العام .

في الختام نقول للرواسي :

لاهنا شكرا وكتّر خيرك وكل انسان في الأرض خليفة

عبد السلام محمد حسين